إليكم القصة
بعنوان (( قصة ضحكه ))
أبدا حديثي بقصة بحثت عن أحداثها في كل مكان لأعرف الحقيقة وبعد أن جمعت جميع الأحداث سوف أرويها لكم :
بعد تخرجي من الثانوية توظفت في مشفى الأمراض العقلية وكان الراتب جيداً وحينما كنت أعمل في المشفى وجدت شخصاً غريب الطباع لا يتصرف كبقية المرضى بل أحسست بأنه عاقل ، حاولت الاقتراب منه وحينما سألته عن حاله قال لي : في أسوا الحالات وبدا بالضحك فأدركت أنه مجنون ولكنى أصريت على معرفة سبب مرضه فقلت له ما سبب مرضك فأجاب : ما أدراني وبدا مرة أخرى بالضحك فنهضت من مكاني مغادراً فأمسك بيدي وقال : أنا أستحق الموت ، وبدا يردد الكلمات فعاد لي فضولي فسألته لماذا ؟ فسكت ثم قال : أجل أنا من تسبب بموتها .. أجل أنا – فقاطعته قائلاً : ومن هي ؟ فأجابني : التي أحبتني لدرجة الجنون ثم سكت ولم يتفوه بكلمة واحده بعد ذلك ، فقلت له : أكمل ، فلم يقل شيئاً فبدأ الفضول يجول في نفسي وأردت معرفة القصة كاملة ، فذهبت إلى الطبيب المعالج لهذا المريض وسألته عن سبب مرض هذا الشخص ، فقال الطبيب : أننا لا نعرف عنه شيء سوى أنه جاء إلينا بنفسه وقال : أنا قتلتها أجل أنا .. أنا .. فقلت : ولم تعلموا عنه شيء فقال الطبيب : لا ، ولكن ربما تجد شيئاً لدى الموظف المسئول عن السجلات المرض فقلت : حسناً .. شكراُ لك .
وفي يوم آخر ذهبت إلى المريض وبدأت أحاول كسب ثقته من أجل أن أعرف القصة ، فقلت له : اطلب ما شئت وسأحضره لك . قال : أريدها ، فقلت من هي ؟ . قال : من قتلتها . فقلت : ومن هي ؟ .
قال : من أحبتني لدرجة الجنون ، ثم سكت .. فزاد فضولي ، فذهبت إلى مكتب السجلات لأرى ملفه واعرف من هو ، ولكن الموظف رفض إن يسلمني الملف لاطلع عليه : حاولت إقناعه لكنه أصر عل رفضه ، بعد ذلك تسللت إلى المكتب وبحثت عن ملفه فاستطعت أن أحصل على عنوانه . فتوجهت إلى العنوان المذكور ، وعندما طرقت الباب فتح لي رجل كبير في السن . سألته : هل هذا منزل فلان ، فقال : نعم ، وماذا تريد .. فقلت : أنا من يهتم بابنكم في المشفى . فقال : وماذا به ؟
فقلت : ليس به شيء ، ولكني أريد أن أعرف عنه كل شيء . فقال : تفضل ، فدخلت البيت وأدهشني جماله وفخامته التي تدل على غنى ذلك الشاب وعائلته ، ثم جلست فقال لي :- أسال ما شئت . فقلت ما سبب مرض إبنكم ؟ . فخنقته العبرة وبكى ثم قال وما شأن هذا بعلاجه . فقلت أنه مفيد له ، فقال : لقد كان ثم بدا بالبكاء ، فحاولت تهدئته . وبعد أن هدا ، سألته مرة أخرى ، فقال : كان يخرج مع فتاة كل يوم ويذهبان إلى أماكن لا اعرف عنها شيء ، فقلت ! وهل كانا يحبان بعضهما .
فقال : هي نعم ، ثم سكت . فقلت : وماذا عنه هو ؟ . قال : لم يحبها أبداً . فتعجبت وسألته : ما السبب ؟ فقال : لأنها فقيرة وهو غني . ولكن عندما رأى جمالها ، قال لأصحابه سوف اجعلها تقع في حبي ثم أتركها . فقلت : وماذا حدث بعد ذلك . فقال : كان يجعل هاتفه يرن ولا يرد عليه عندما تكون هي المتصلة . وفي يوم من الأيام خرج مع أصحابه إلى مكان يقال له ( كازينو ) فلحقت به الفتاة ، فراته يتمشى مع فتاة أخرى ، فغضبت وذهبت له وقالت :- هل هذا آخر حبي لك . فقال لها : ومن قال أني أحبك ، فانفجعت وبدأت بالبكاء ثم انصرفت . وبعد مرور أيام خرج ابني للسهر مثل كل يوم وفي هذا اليوم عندما لم يكن موجوداً فإذا بالباب يطرق فعندما توجهت لفتحه شعرت بدوار فسقطت على الطاولة . فوقعت الشمعة وأحرقت ما حولي . وكان الباب ما يزال يطرق . بدا الدخان يخرج من أسفل الباب فإذا بالطارق فتاة تصرخ وتقول : هل يوجد أحد بالمنزل . فصرخت طالباً النجدة منها . فحاولت كسر الباب ثم استخدمت أداة وكسرته ، وعندما رأتني محاط بالنيران حاولت أن تطفئها وعندما لم تستطيع دخلت بينها وغطتني بالغطاء . إذا بذلك الوجه الحسن يحترق بلهب النيران لمحاولة إنقاذي . لقد كانت تلك الفتاة هي التي أحبت ابني . وفي أثناء ذلك وصل ابني وأصابه الهلع عندما رأى الدخان يتصاعد من المنزل . فبدأ يصرخ : أبي وعندما اقترب من المنزل رأى تلك الفتاة المسكينة تحترق وهي تسحبني إلى الخارج فاتجاه نحوها وأخذ الغطاء من على أطفأ النار من عليها فلما امسك بها بين ذراعيه ، قالت له : هل عمي بخير ؟ فنظر إليها وبكى ، وأخذ يصرخ اتصلوا بالإسعاف ، فقالت له : لا أريد العيش بعد ما رايتك مع غيري وتكفيني هذه اللحظة التي فيها حباً لي ودمعة تذرف من أجلي ، وأطلب من الله أن يبقى هذا الحب في قلبك إلى الأبد ... ثم سكتت . فبدأ ابني يقول لها : تكلمي ، أرجوك ، أنت لن تموتي . أمسكت به لأهدئه ولكنه بدأ يصرخ : لم تمت .. لم تمت ... ثم سكت للحظة وقال :- لقد قتلتها .. نعم أنا من تسبب بموتها . نعم أنا .. أنا ..
ومنذ ذلك اليوم وهو لا يعقل شيء ثم اختفى فجأة ولم يعرف أحد إلى أين ذهب . وفي يوم رن الهاتف وعندما رفعتها أخبرني المتحدث أن ابني لديهم بالمصح العقلي . ثم توقف الرجل المسن عن الكلام . ثم قال : أرجوك يا بني أن تنتبه له فقد يؤذي نفسه . فقلت له : حسناً يا عمي سأنتبه له ، ثم ودعته وخرجت متوجهاً إلى المشفى . عندما وصلت وجدت تجمعاً حول غرفة الشاب ، فبدأ قلبي يخفق بقوة .. دفعتني نفسي بين الحشود ودخلت فإذا به معلق بالسقف وقد فارق الحياة . فلم أستطع حبس دموعي . وبعد أن هدأت تساءلت عن كيفية إيصال الخبر إلى أبيه الذي أوصاني عليه .
فقررت أن اذهب وأخبره بما حدث وعندما طرقت الباب فتحه ورحب بي وقال :- تفضل فدخلت ثم قال كيف حال ابني فسكت ولم أتكلم ، فقال : ماذا بك ؟ فقلت : إن .. إن .. إن ابنك قد توفي . فقال : كيف حدث ذلك لقد وعدتني أنك ستعتني به . فقلت له : لقد حدث ذلك عندما توجهت مباشرة إلى المشفى بعد الحديث معك . فبدأ بالبكاء .
وبعد أن دفن ابنه بدأت أزوره كل يوم لأعرف ما الذي يحتاج له . وبعد فتره توفي وانتقل إلى رحمة الله .
(( وهذه هي نهاية قصة الشاب الذي شد انتباهي بصمته ومن ثم بضحكاته الساخرة من حال الدنيا ))
ارجوا منكم أخوانى أن تفهموا الهدف من هذه القصة
تذكروا أن هذه القصة من الخيال
مع أجمل التحيات
بكري محمدسعيد